كُل حاجة كانت كويسة، لحد ما قررت مراتي أننا نخلف بعد 6 شهور جواز، وافقت رغم أن ده هيقلل من حركتنا ونشاطنا بس طالما هي راضية مفيش عندي مانع.
يوم ما جت قالتلي إنها حامل كانت في قمة الفرحة، فرحت على فرحتها، نزلنا جري للدكتور وكشفنا سونار واطمنا على الوضع ورجعنا البيت ومن وقتها كل حاجة اتقلب حالها!
كانت بتنام جنبي وبسمع صوت أنفاسها سريعة زي ما تكون بتحلم بكابوس، وبعدها بدأت تعيط وهي نايمة، خوفت عليها وصحيتها وإديتلها كوباية مياه لقيتها بتبص لي بخوف وبتشاور ورايا وتقولي بعياط “خليه يبعد عني”!
بصيت ورايا ملقتش حاجة، الشماعة الخشب الطويلة بتاعت الهدوم وبس، نظرتها فيها خوف، مسكت إيدها وبدأت اطمنها “إنتي كنت بتحلمي بكابوس بس يا حبيبي”. بصتلي برعب ورجعت بصت ورايا وقالتلي “يعني هيبعد عني”!
طبطت عليها لحد ما نامت في حضني ونمت بعدها رغم أني مرعوب.
الصبح عايدة مراتي صحيت، نشيطة، مبسوطة، لقيت على وشها تحت عينها خط رفيع زي الجرح، قربت منها ومديت إيدي حسست عليه لقيته زي ما يكون مشرط عورها أو دبوس خربشها. مش فاكرة اتعورت في إيه. سألتها عن حلم إمبارح قالتلي إنها مش فاكرة حاجة برضه.
نزلت الشغل ورجعت وقضينا يوم لطيف وبليل قبل ما أنام مسكت الموبايل جنبها وبدأت أقلب على الفيس وفجأة سمعت صوت عياطها وهي نايمة جنبي!
نايمة، بتحلم بكابوس، بتترعش، في عرق على وشها جامد، صحيتها بسرعة وحضنت راسها لقيتها بتعيط جامد وبتشاور ورايا وبتصرخ “خليه يبعد عني”! جسمي اترعش من الخوف، نفس موال إمبارح، بصيت وقومت وقفت في المكان اللي بتشاور عليه وقولتله “والله ما في حاجة، أنا اهو واقف مفيش حاجة”!
كملت الجملة وبلعت ريقي بخوف، حسيت ببرد مفاجئ مرة واحدة ضرب جسمي رغم أن الجو حر ومعندناش تكييف! حسيت زي ما أكون دخلت تلاجة!
عايدة فضلت بصالي بخوف، تمتمت بصوت واطي “أنت واقف قدامه”! جسمي اتنفض برعب أكتر، حاسس بأنفاس في رقبتي، شعر جسمي وقف من الخوف، في حاجة فعلًا ورايا!
حاولت أتماسك قدامها وطلبت منها تهدى، رجعت وأخدتها من إيدها وطلعنا الصالة وشغلت التلفزيون على قرآن وقعدنا على الكنبة، مقولتلهاش على اللي حسيت بيه، خايف عليها.
اتكملت بنبرة هادية بس واضح فيها الخوف: “قوليلي يا حبيبي شكله إيه الراجل ده”؟
بصتلي وقالت “رفيع أوي وشعره أسود طويل نازل جنب راسه ووشه أبيض ومعضم، سنانه رفيعة وأنفه صغيرة جدا”.
اتنفضت لما وصفته، مسكت الموبايل وقولتلها ثواني وراجعلك، روحت كلمت والدي، والدي زمان كان بيحكي عن شخص كده أمي كانت بتشوفه لما بقت حامل في اختي والموضوع كان مالهوش تفسير.
حكيت لوالدي اللي حصل لقيته بيقولي أشغل البقرة 40 يوم متواصلين واشغل الرقية الشرعية وأجيب شيخ يرقي عايدة ولازم منخافش منه.
سألته بخوف “هو ده إيه”؟ قالي: “مش عارف، بس كان بيظهر لأمك لما كانت حامل وفضل كده فترة وبعدها اختفى وكل حاجة هديت”!
قولتله “ماما كانت بتحلم بكوابيس”؟ رد: “أه، كوابيس غريبة وتصحى تصرخ وتعيط”.
ده نفس اللي حصل مع مراتي!
رجعت لعايدة ورقيتها وحاولت أطمنها وبقيت قاعد باصص حواليا بخوف ورعب لحد ما روحنا في النوم على الكنبة.
الصبح الدنيا كانت هادية، عايدة صحيت نشيطة بس في جرح على رقبتها!
غريبة رغم أنها كانت جنبي ومغفلتش عنها! طلبت من والدي رقم شيخ وإداني نمرة واحد كويس وجه فعلا حكيت له على اللي بيحصل، بدأ يرقي عايدة وعمل بخور وشغل أذاكر وأدعية وأخدت بالي أن النور كانت بيقل ويعلى وهو بيعمل كده. الشيخ أخد باله وبصلي بصة إللي هو بلاش تركز.
خلص ونزل وفضلنا قاعدين، عايدة مرعوبة، ماسكة بطنها، خايفة، وفجأة راحت في النوم وهي قاعدة!
راسها نزلت على دقنها، لولا أني شايف أنفاسها كنت صرخت وافتكرت جرالها حاجة!
عدلتها ونيمتها على السرير وفضلت جنبها، سامع صوت أنفاس تقيلة في الأوضة، في برد حواليا، عايدة بدأت تتنفس بسرعة تاني، عرق على وشها جامد، بدأت اقرأ قرآن والمعوذتين لقيتها بتقوم وبتعيط وبتصرخ وهي باصة جنبي وبترجع بضهرها للسرير وبتقول “ابعد عني، ابعد عني”.
مسكت تيشيرت جنبي ولوحت بيه بخوف في المكان اللي بتشاور عليه عايدة لقيت التيشيرت خبط في حاجة!
صرخت وبدأ الخوف يتمكن مني، أخدت عايدة من إيدها وهي بتعيط ومغمية وشها وطلبت منها تلبس وننزل عند مامتها تبات عندها، روحنا وبعد ساعة بدأت تهدى وماماتها مش فاهمة اللي بيحصل.
كلمت بابا وحكيت له اللي حصل وقالي إن كل ده مرت بيه والدتي برضه وعدى، فضلت مع مراتي عند حماتي وحمايا والساعة دخلت على واحدة بليل، اختها فضت لينا الأوضة بتاعتها ودخلنا ننام لقيت عايدة بتبص لي بخوف وبقولي “خايفة أنام يجيلي”.
طبطت عليها زي الطفلة وحاولت أهديها بكلام كله قوة أن ده هيعدي ومفيش حاجة لحد ما بدأت تهدى وتدخل في النوم وأنا جنبها قاعد مستني أي حاجة تحصل.
الليلة عدت عادي، مفيش حاجة حصلت لدرجة أني نمت بعمق وصحيت الساعة 11 الصبح واتأخرت على الشغل وأخدت اليوم ده اجازة. فكرنا نرجع بيتنا بس عايدة خافت. طلبت مني أروح أجيب هدوم ليها تقعد فترة عند مامتها. وافقت لأني فعلا خايف عليها وطالما الدنيا هنا أمان فمفيش مانع.
رجعت البيت ودخلت ألم الهدوم لقيت الأوضة باردة جدًا، حاولت مركزش، لميت هدوم مراتي في شنطة ضهر كبيرة ولسه هخرج من الأوضة شوفته قدامي!
كان زي ما وصفته عايدة، راجل طويل بدون ملامح وشه أبيض ومخيف جدًا ودراعه نحيل ورفيع زي ما يكون عضمي وعينه جاحظة وبيبرق مش بيرمش.
كنت هصرخ بس مسكت نفسي. قال بصوت رفيع وعميق “رجعها هنا”.
قلبي اتقبض. قولت بصوت باكي: “عايز منها إيه”. رد: “عايز اللي فيها”. جسمي اتنفض: “عايز منه ايه”!
قرب زي ما يكون بيطير مش بيمشي: “أحميه”.
مفهمتش، لسه بستوعب لقيت الدنيا ضلمت وبعد دقايق كنت في الأرض زي ما يكون مغمى عليا.
نزلت بسرعة وكلمت بابا حكيت له اللي حصل لقيته بيقولي “يا ابني امك خلفت أختك عادي رغم اللي شافته متخافش”.
روحت لعايدة وحكيت ليها اللي حصل، صرخت فيا بجنون “مش هرجعله تاني”. حاولت أطمنها أن كل ده عادي وهيعدي بس صممت.
رجعت البيت وأنا مش فاهم أعمل ايه، البرد لسه موجود، لقيته في وشي واقف نص الأوضة في الضلمة. قالي بصوته المخيف: “روحلها”.
حاولت أرفض، أتكلم، أفهم، بس خوفي منه منعني، لميت هدومي ونزلت تاني لحماتي وقولت لعايدة أني هقعد معاها علشان أطمن عليها أكتر، بصتلي باستغراب لأنها عارفة أني ضد مبدأ أني أبات برا بيتنا، وكمان بيت حمايا بعيد عن شغلي بكتير، بس ممانعتش، فرحت برضه.
نمت جنبها وحسيت ببرودة حواليا، قومت وأنا بترعش، المخلوق ده معانا هنا! بصيت لقيت عايدة نايمة وجسمها كله عرق، وفجأة في جرح بدأ يتشكل في إيدها ونقطة دم سودا بتخرج منه وبتتبخر!
قومتها بسرعة وبصيت على إيدها لقيته جرح زي اللي فاتوا، جسمها كله عرق وبتترعش وبصت ورايا وصرخت جامد وهي بتشاور “سيبني بقى أرجوك سيبني”. بصيت ورايا لقيته واقف، المرة دي ابتسم! بقه رفيع جدًا، قال: “خلصت”! مفهمتش!
ببص على عايدة لقيتها اغمى عليها، حاولت أفوقها وبصيت ورايا بس كان اختفى، الأوضة رجعت دافية زي ما كانت!
تاني يوم روحنا للدكتور نطمن على الحمل، عرفت أن كان في دم فاسد متجلط ومانع وصول الدم للبيبي في جسم عايدة وستر ربنا أنه خرج والدكتور مش عارف إزاي!
قاعد في العيادة قدام الدكتور مش مستوعب، عايدة بصت لي ومش مصدقة، إحنا الاتنين جه في دماغنا حاجة واحدة. كلمة المخلوق ده لما قال “بحميه”!
الموضوع ده مر عليه أكتر من 5 سنين، دلوقتي بقى عندنا سليم ربنا يحميه، ومن وقت ما دخلنا العيادة مشوفناش المخلوق ده تاني، بس الغريبة أنه كان مرتبط بيا أنا لأنه طلب أني أروح لعايدة البيت أبات معاها، وقبلها كان والدي، مش فاهم ده إيه ولا عمل كده ليه بس الأكيد أن مش كل المسوخ أشرار، ومش كل حاجة نفتكرها شر بتكون فعلًا كده!